همسة بنات
عندما تكره المرأه Arjwan_IpR13eWQd

تشرفنا بزيارتكن لمنتدانا الحبيب تمنى ان تنضموا لاسرة منتدانا المتواضعهـ




همسة بنات
عندما تكره المرأه Arjwan_IpR13eWQd

تشرفنا بزيارتكن لمنتدانا الحبيب تمنى ان تنضموا لاسرة منتدانا المتواضعهـ




همسة بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همسة بنات

همسة بنات...حيث للابداع عنوان

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما تكره المرأه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sally
مشرفة سابقة
sally


الاوسمة وسام النوايا الحسنه
انثى
المشاركات : 624
العمر : 31
العمل/الترفيه : النت
المزاج : حزينه
اعلام الدول : عندما تكره المرأه 3dflag10
المزاج : عندما تكره المرأه 356464
MЧ Ŝмš●: : عندما تكره المرأه F9otqst4jdy8
تاريخ التسجيل : 18/03/2009
نقاط : 1763

عندما تكره المرأه Empty
مُساهمةموضوع: عندما تكره المرأه   عندما تكره المرأه I_icon_minitimeالجمعة يونيو 26, 2009 2:58 am

عندما تكره المرأه Bsm
.
فجأة ودون تمهيد أو مؤشر وفي غير أوانه اندفع المطر بغزارة عجيبة وكأنه كان حبيساً طوال شتاء، ومع دخول فصل الصيف انفجر المخزون الهائل، وفي هنيهات قليلة غاصت الطرقات واضطرت السيارات للوقوف في أماكنها حيثما وصلت، وتراكض كل من كان في الشارع بحثاً عن مكان للاحتماء من غزارة الأمطار.
الوقت هو منتصف شهر حزيران والناس يرتدون ثياب الصيف الخفيفة وقد بدا السوق كله في حالة استعداد تامة لاستقبال فصل صيف شديد الحرارة. خلت الطرقات إلا من المطر وصوته وهواء شبه عاصف، والناس في تجمعات وحشود تحت أسقف دكاكين وأبنية، لدى توجهي للاحتماء بتوتياء أخذ شكل مظلة مائلة لدكان يبيع الخضار والفاكهة في صناديق خشبية متناسقة ومتماسكة فوق بعضها البعض، اصطدمت نظراتي بنظرات شخص يهرول إلى ذات المحل من الرصيف المقابل ويبدو كأنه يصارع المطر والهواء. وقفت في الممر بين رتلي الصناديق المتقابلين لبعضها على بعد خطوة من دخول الدكان وقد بدا لي رجل يغرق بالحسابات في دفتر كبير ضخم أمامه دون أن يدري ما حدث في الخارج، أو لعله يرى أن عمله في الدفتر أهم من أي شيء آخر في العالم، جاء صوت القادم يسبقه إلي: ألست…. بربك؟
تأملته بإمعان وهو يدنو بخطوات أخيرة إلي: بلى….و أنت ؟
قال وقد مد كف المصافحة إلي: معك حق تنساني، إنها سنوات طويلة… أنا أحمد رمو .
ابتسمنا معاً، تباوسنا بحرارة، وتصافحنا من جديد وقد عادت بي الذاكرة ربع قرن إلى الوراء، إلى صفي الرابع والخامس الابتدائيين كنا درسناهما معاً في شعبة واحدة و مقعد واحد، وعادت إلى ذاكرتي وربما إلى ذاكرته أيضاً تلك العلاقة الحميمة التي ربطت بيننا وربما كانت أولى العلاقات الحميمية، ولأننا كنا نسكن في حيين متباعدين فكان الواصل إلى باب المدرسة ينتظر الآخر إلى أن يأتي، وأذكر أني غبت ذات مرة عن الدوام فانتظر أحمد رمو أمام الباب ثم عاد هو الآخر إلى البيت.
عندما يكبر الإنسان فإنه يحتاج كثيراً إلى علاقات الطفولة، لأنها أكثر العلاقات تلقائية وصدقاً وبراءة، الطفل ليس له أي مصالح في العالم، ليس مسؤولاً عن أي التزامات، وأنه يجهل كل شيء عن العالم، وبهذا الاندفاع البريء يبني علاقاته، وعندما يمتلئ بالعالم يبقى يتوق إلى نقاء وصفاء تلك الطفولة التي لن تعود، إلى تلك الصباحات التي لن تشرق، إن هذا الشخص يحمل معه أشياء مني، أشياء نسيتها عنده ولم أعد أذكرها، وهو أتراه حن إلى تفاصيل تلك الطفولة عندما رآني ولحق بي إلى هذا الركن. كان المطر شديداً لا يسمح للتفكير بغيره لأنه حالة مؤقتة وطارئة وواحدنا ينتظر ما يمكن أن يفعله للآخر. بعد دقائق غير طويلة تحول المطر العاصف إلى رذاذ خفيف وعند ذاك وبشبه عفوية هرولنا إلى موقف /السربيس/ تحت الرذاذ وانطلقنا إلى بيتي.
- أجل يا أحمد، ها نحن نلتقي وقد كبرنا ربع قرن من الزمن، وأنت ما الذي تفعله الآن..هل تحب الحياة.. هل بنيت علاقات مع نساء جميلات..هل سافرت إلى أماكن أخرى من العالم.. هل قرأت كتباً هامة.. هل تعرفت على العالم أم ما زلت تحمل تلك الطفولة التي اشتقت إليها أكثر من شوقي لأي شيء آخر فيك.
تمتم باحتفالية: أتظن أن من مصلحة الإنسان أن يبقى يراوح في مرحلة واحدة من مراحل عمره؟
لم تكن لدي رغبة عميقة لتبادل حديث جاد مؤرق بقدر رغبتي في الاحتفاء بهذا الزائر النادر من نوعه الذي بدا لي كتحفة أثرية، ورغم إصراره على العودة فقد أقنعته بالبقاء لليلة سهرنا فيها حتى الخامسة صباحاً وفي الظهيرة ذهبنا معاً ودعته في / الكراج/ ولم يصعد السيارة الذاهبة إلى قريته إلا بعد أخذ عهدا َ بزيارته في الأسبوع القادم واتفقنا عند ذاك أن أزوره يوم الخميس على أن امضي يوماً وأعود يوم الجمعة عصراً.
يوم الخميس وعند الساعة الثانية بعد الظهر انطلقت إلى قرية /الرمضانية/ التي تبعد مسافة أربعين كيلو متراً، نحو الثالثة نزلت في مفرق القرية، فوجئت بأحمد رمو ينتظرني على دراجة نارية ذات عجلتين في /سيباط/ مصنوع من الزل على حافة الطريق العام، ويبدو أنه صنع كموقف لسكان القرية التي تبعد نحو ستة كيلو مترات. قال أحمد لدى مصافحتي: منذ الساعة الواحدة أتوقع أن تنزل من أي سيارة، كان الانتظار ممتعاً، انتظار شخص عزيز، تقصدت الحضور قبل الوقت وضعت اعتباراً بأنك ستصل مبكراً.
انطلقنا معاً على الدراجة التي بدا يقودها بخبرة ومهارة إلى القرية التي بدت تستقر فوق تلة كبيرة ببيوتها القليلة التي لا تتجاوز عشرين بيتاً من أسرة واحدة جميعهم أخوة وأبناء أخوة وأبتاء عمومة 0 فور وصلنا الدار عرفني على الحضور قائلاً: هذا رمضان, أبي- وموسى ,أخي الكبير- وفواز، تزوج منذ شهر- هدلة، أمي- عامرة، أختي- روضة، أختي التي ترفض الزواج وتقول بأنها حصة أمي، بعد ساعة من جلوسنا ونحن نشرب النعنع دخلت امرأة ثلاثينية لم تكن تشبههم، وأحسست أن التعامل معها كان مختلفاً عنه فيما بينهم فور دخولها- مع إحساسي بأن دخولها لم يكن مرغوباً فيه- عند ذاك نهضت مصافحاً إياها، وبدت نظراتها تحمل علامات استفهام عميقة إلي،ولما طالت النظرات الإستفهامية الخفية التي ربما لم يلحظها غيري , استدرت إلى صديقي بنظرة لتعريفي بها، لكنه تجاهل نظرتي وقال لها: تفضلي اقعدي يا فرحة.. هذا صديق دراستي، ثم أشار لأخته روضة أن تضع بينها وبين الحائط وسادة بيضاء.
اتكأت المرأة على الوسادة، وبدوا يكنون لها احتراماً ومودة من نوع خاص كما لو كانت وديعة أو ضيفة، امرأة طويلة القامة، متوسطة البنية، بشرتها سمراء حلوة، شعرها أصفر اللون وقد وضعته خلف ظهرها، لها عينان زرقاوان كزرقة السماء، تتسم بهدوء غارق كأنها تنسى نفسها في المكان بثوبها البيج الفضفاض، وبين حين وآخر تصوب إلي نظرة إستفهامية خاطفة وتعود وتنظر إلى السقف تحرك شفتيها كأنها تحصي شيئاً. هكذا بدخولها ساد صمت غير مرغوب به، وكأن قنبلة موقوتة على وشك الانفجار. بعد نصف ساعة من السكون نهضت المرأة ونهض أحمد معها أحسست بأنه كان نهوض إحترام لنهوضها ، ثم نهضت روضةبوقار مشابه ،هزت لي المرأة رأسها مبتسمة بشفتين مغلقتين وخرجتْ، لحقتها روضة بينما عاود أحمد الجلوس جنبي، وكدخولها ترك خروجها أيضاً سؤالاً علق في نظراتي إلى أحمد. عند الغروب توافد إلينا معظم سكان القرية وجميعهم أعمام أحمد، وأولاد أعمامه، أو أولاد أخوانه، جلسنا نتسامر حتى الواحدة ليلاً عندئذ فبقيت مع أحمد لوحدي وبعد قليل أدخلت روضة – التي هي حصة أمها- إلى الغرفة الفراش الضخم وقد حملته على كتفها، عند ذاك قلت لأحمد: ما رأيك أن نتجول في سكون القرية؟
وكانت فرصتي لأختلي فيها بأحمد لنتحدث قليلاً كما كنا، لأتخيله طفلاً ويتخيلني طفلاً ويمارس كل واحد طفولته في الآخر. خرجنا وابتلعتنا العتمة…
مشينا دون أن أدري في أي اتجاه وبعد قليل وقفنا أمام نهر صغير شبه جاف، جلسنا على بقايا حشيش، ناولني سيجارة مشتعلة، أخذتها رغم أنني لست مدخناً، ولكنني رغبت بنفث الدخان في قلب العتمة الساكنة.
قلت له والدخان في فمي: ألم تتزوج يا أحمد؟
عب نفساً وقال: لا.. أبداً.
- : وتلك المرأة..؟
- : سأقول لك.. لا بد أن أقول لأول مرة في حياتي لشخص كل التفاصيل التي أحملها، لم يعرف أحد غير معلومات شكلية عامة، لكن أنت الآن تدفعني إلى قول التفاصيل برغبة محببة.
قلت: أنت تشوقني إلى معرفة شيء عنها.
- : لقد تسببت في تركي لوظيفتي وجلوسي في البيت، كانت ابنة أخ مدير الشركة التي تعينت فيها بعد تخرجي من الجامعة، ثم نفخ في الهواء كمن ينفخ كرباً: ها أنذا في الخامسة والثلاثين، وهي في الثلاثين، لا هي تتزوج ولا تتركني أتزوج، ولا يعرف أحدنا ماذا يريد بالضبط من الآخر.
قلت متلهفاً: هي في القرية من أجلك أنت؟
أردف وكأنه لم يسمعني: بعد تخرجي بستة شهور تبلغت خبر تعييني في الشركة الضخمة واضطررت مرة أخرى لترك أهلي هذه المرة للعمل بالشهادة التي حصلتها. بدأت في الدوام والتعرف على نوعية الأجهزة التي استلمتها في قسمي، وتوليت أمر إصلاحها إن تعطلت، تعرفت على الموظفين والموظفات الذين يعملون بإشرا في، وقد بدا لي المهندس السابق قاسياً لدرجة أنهم يأذنونني لأمور صغيرة وهامشية لا تستغرق خروجهم عن العمل أكثر من دقيقتين، شراء صندويشة مثلاً وغيرها من أمور طارئة يمكن لها أن تحدث أثناء العمل، ويسمون هذا الإذن فيما بينهم بسخرية /إجازة دقائقية/ لأنهم يعتبرون أن ساعات العمل كلها للعمل ما داموا يقبضون قيمتها كاملة. وعلى هذا الاعتبار يتصرفون وكأن ساعات العمل السبع تصبح ملكاً خاصاً للشركة، لا يحق لهم أن يتصرفوا بأي دقيقة منها إلا بإذن من الشركة، أو من يمثلها. لم يكن من طبيعتي التدخل بمسائل تافهة، ولم تكن لدي رغبة لملاحقة دقائق ولحظات. كنا سبعة أشخاص، أربعة رجال وثلاث نساء: عبد العظيم حلاق، كان في الخمسين من عمره وجداً لأربعة أحفاد من بناته - جرجس أنطون، كان في الثانية والأربعين وعازباً، محيي الدين رافع، كان في الخامسة والعشرين، متزوج وليس لديه أولاد – وأنا كنت في الثلاثين، وكانت هدى نور الدين في الخامسة والثلاثين ولها ستة أولاد- وحنان شكري في الثانية والعشرين ولها ولد واحد كانت تجلبه معها في الدوام الليلي وكان آنذاك في عامه الثاني – وفرحة المرأة التي رأيتها قبل قليل وكانت ابنة أخ مدير عام الشركة. كان الدوام يبدأ أسبوعياً من السابعة والنصف صباحاً وينتهي في الثانية والنصف بعد الظهر، وأسبوعياً من الثانية عشر والنصف ليلاً وينتهي في السابعة والنصف صباحاً، ربما في بداية الأمر وعن حسن نية تحدث معي العامل عبد العظيم حلاق بصورة مباشرة لأتقدم لخطبة فرحة، ولكنني قلت: لا أفكر بهذا النحو. وصارحته بعدم الرغبة وعدم الميل العاطفي نحوها، علمت فيما بعد أن حنان وهدى نقلتا إليه الفكرة ، مع مرور الأيام صرت محاصراً بالشائعات التي تقول بأنني على وشك خطبة فرحة، وانتشرت الشائعات حتى خارج القسم لتملأ كل أقسام الشركة.
بعضهم يراهن مثلاً على زواجنا بعد شهر واحد، ولم أجد طريقة للرد أفضل من اللامبالاة بما يشيعون حولي وحولها، فلم يصدر مني شيء ولا منها وربما مثلما أتجاهل هذه الأقاويل، تتجاهلها هي الأخرى، هذا ما أقنعت نفسي به، لكنني فوجئت بفرحة ترسل حنان إلي لتقول على لسانها: إن كان يريدني للزواج فأنا موافقة. هنا اتجهت إلى فرحة وقلت لها: عندما أريد الزواج فإنني لن أتزوج غيرإحدى بنات عمي في القرية. بعد ستة شهور حصلت على إجازة طويلة لمدة عشرة أيام أمضيتها في القرية، وحدث في أثناء الإجازة إلماح بأنني سأتزوج ابنة عمي نزهة التي كنت معجباً بها، وبدأت بعض الترتيبات الأوليةفي القرية لفكرة الارتباط بها ، لدى عودتي شرعت أبحث عن بيت كبير يناسب الزواج والعلاقات الاجتماعية، فهي ستقيم معي لأنني مضطر للعمل في المدينة، ولكن الشائعات صارت أكبر من أن أتجاهلهافي الدائرة ، فمنذ يومين زارني زميل مهندس من إحدى الأقسام الأخرى وطلب أن أتوسط له لدى المدير لنقله إلى فرع الشركة في منطقته ليكون قريباً من بيته، والمدير لم يرد طلبي ووساطتي.. حتى سائق الباص الذي يوصلنا ويعيدنا يتمتم كل مرة: أستاذ بدنا تحلاية، أم أننا لا نستأهلها.
واضطررت أن أعلن أمام الجميع في القسم أنني سأتزوج ابنة عمي، وهي دعوة مفتوحة وجماعية لحضورهم، وأنني سأقدم طلباً لنقلي إلى قسم آخر،أو إلى فرع آخر. لا أدري ما الذي دفع فرحة ذاتها إلى زيارتي في البيت بعد يوم واحد من إعلاني. جاءت في التاسعة صباحاً وكانت اتفقت مع السائق أن يدلها إلى بيتي بعد أن يفرغ من نقل عمال الوردية الصباحية. قالت: أنت أسأت إلى سمعتي، كل العمال أصبحوا على علم بأنك ستتزوجني، كيف تقول لهم بأنك ستتزوج ابنة عمك، ما ذنبي وأنت فضحتني، كيف سينظرون إلي، أم انهم سينظرون نظرات أخرى إلى العلاقة التي ظنوا أنها بيننا. ولم أرد عليها، فأضافت: لكن لا تحلم أن تتزوج غيري وتهنأ بها. شعرت بثقل كلماتها على سمعي، بيد أن تربيتي في القرية منعتني من نطق عبارة مقلة بالأدب مع امرأة ولم تسمح لي حتى بإلماح لطردها، فتركتها في البيت وخرجت دون احتمال لحظة واحدة معها في بيتي.
في اليوم التالي طلبني المدير إلى مكتبه وقال لي: فرحة قالت لي بأنك تحبها وتخفي رغبتك بالزواج منها لأنك تظن عدم موافقتي..
أعلمك موافقتي إذا أحضرت أهلك إلى بيتها وطلبتها رسمياً متى شئت. لا أدري بالضبط ما الذي منعني من التعليق على كلامه عندما نهضت وأذنته بالخروج. وهنا أخذت الشائعات مساراً جديداً، فقالت لي هدى: أستاذ: فرحة قالت بأنك زرت عمها في مكتبه وطلبتها منه.. مبروك.
وانتشر هذا المفهوم من جديد في معظم أقسام الشركة ولا أدري من الذي يروج هذه الشائعات لتأخذ هذا الاهتمام والتداول والسرعة في الانتشار، ومن ناحيتها بدأت فرحة تتصرف معي بصبيانية وحركات مراهقية مؤسفة كانت تؤكد استحالة ميلي إليها، و تبعد بيننا آلاف الأميال، مثلاً تتوقف عن الشغل ساعتين تثرثر مع العاملتين، تدخن وتشرب الشاي أو تجلس على الكرسي المخصص لي خلف مكتبي، أو عندما أذهب إلى الندوة لتناول صندويشة، تلحقني وتدفع عني ثمنها بحركات علنية مقصودة واستفزازية، ومرة أخرى رأيت أن أصرح أمام الموظفين قائلاً: نحن زملاء وأخوة في هذا القسم، وفرحة هي أختي ولا أنظر إليها أكثر من نظرة الأخ لأخته.
لا أعرف ما الذي أحدثه كلامي لها، فبدت وكأنها خرجت من جلدها، وهذه المرةغدت توجه إلي عبارات التوبيخ وتسيء إلى سلوكي وسمعتي, مثلاً قالت لعبد العظيم بأنني دعوتها إلى بيتي وعندما جاءت حاولت أن أتصرف معها بحركات لاأخلاقية وقد أهديتها أشرطة كاسيت لتتذكرني، وقالت لجرجس بأنني أعرض عليها الزواج ولأنها ترفضني أريد أن أنشر علاقتي بها لتضطر مرغمة على القبول بي0 وعشرات الأقاويل غير المسؤولية التي لا أريد أن أوجع رأسك بها، لكن ما يهمك أن تعرفه هو أنها غيرت طريقتها في الحياة كلها, حتى في المشي والكلام والثياب 0عندما تأتي الدوام تبدوكأنها خارجة للتو من محل تزيين وداخلة حفلة عرس، بدخولها يمتلئ القسم بروائح غريبة ,تتداخل بروائح الزيوت والشحوم وأصوات الآلات، تحمل بيدها مجلة صغيرة وتضع في أذنيها سماعة المسجلة وترتدي نظارة سوداء قاتمة وقدحفظت كلمة /مرحبا/ بالفرنسية تلفظها برأس لسانها، لا يمكن لأي عاملة أن تمارس هذه الحركات في العمل لكنها تستغل موقع عمها واثقة بأني أعجز عن منعها أو توجيه عقوبة في العمل لها, أو اتخاذ أي قرار سلبي لتقصيرها في وظيفتها. يوم الأحد قبل يوم عطلة وطنية عندما دخلنا جميعنا إلى القسم تخلفت فرحة لا أدري أين ذهبت وبعد ساعة من العمل جاءني زميل مهندس من قسم الإنتاج وقال لي: ألا رحمة في قلبك يا أخي.. ألا تتذكر الله في تصرفاتك مع هذه المسكينة،منذ ساعة تبكي في مكتبي وتقول بأنك تظلمها، أنا لم أعلم ولم أسمع بشيء من قبل، الآن فقط قالت لي عن قسوتك، ألا تتذكر أن الله بوسعه أن يبعث لك من يقدر أن يظلمك ويحطم رأسك، أن يبعث لك حيواناً صغيراً يرميك على فراش الألم عشر سنوات.
تقول بأنها تريد أن تنتحر لتتخلص من إساءتك لها.. تقول: طلبني من عمي،وطلبني على لسان العامل عبد العظيم، وأخبركل من يعرفهم بأننا على علاقة محبة، وأنا لا أرغب به، قل له ليتركني بحال سبيلي لقد فضحني وكنت على وشك الخطبة ,حتى ذلك المسكين عندما تسربت إليه الشائعات، ترك خطبتي وخطب غيري. لماذا يشوه سمعتي، لا أريد منه غير أن يكف عن الإساءة إلي ولا يذكرني أمام الناس.. أن ينساني من حياته وتفكيره.
ومن ناحيتة فقد أراد عمها أن يوقفني عند حدودي عندما طلبني مرة أخرى إلى مكتبه بعد ستة أشهر أخرى من المرة الأولى فقال بلهجة قاسية خلت من كل تقدير للمشاعر : يبدو بأنك قروي لا تقدّر احترامنا للمشاعر الإنسانية..ألا أخوات لديك، ألا تخجل من نفسك عندما تنظر في المرآة، كيف تطلب من المسكينة أن تبقى علاقتكما سرية ,وأمام الناس تقول بأنها أختك، نحن لا نعيش في بلاد العشيقات00 لقاءاتمكا في بيتك سكتنا عليها، لكن إلى متى ستدوم هذه المهزلة لا أريد أن أتصرف معك بقسوة تؤثر بمستقبلك، أمامك أن تذهب إلى القرية غداً وتحضر أهلك للخطبة، وأنا سأساعدك بإمكاناتي حتى تصلح خطيئتك بحقها وتضع حدا ً لهذه المهزلة.. يكفي، عيب.
خرجت من المكتب واتجهت فوراً إلى البيت دون أن أمر بالقسم، كتبت على ورقة ما يلي:/ سيادة المدير سأذهب إلى قريتي، لكن لا لأحضر أهلي, بل لأستقر هناك هرباً من ابنة أخيك /0 وضعت الورقة في مظروف وسلمته في صباح اليوم التالي للسائق ليعطيها للمدير المختص عن قرار تركي لوظيفتي على مسئووليتي الشخصية راضياً بأي عواقب تلحقني جراء ذلك. خلال نصف نهار استطعت أن أنهي علاقتي بصاحب البيت، وزعت الأغراض على الجيران، وفي المساء كنت في قريتي أعلمت أهلي بأنني جئت لأستقر نهائياً هنا، وأعمل في فلاحة الأرض وزرع البساتين. أربعة شهور متواصلة أمضيتها براحة في هدوء وصفاء القرية نسيت فيها كل ما يعنيني في المدينة..
نسيت ليلها وهواءها وطرقاتها والشركة. لكن فرحة لم تتركني في هدوئي وهروبي واستطاعت أن تعكر صفائي حتى في القرية عندما فوجئت بها ذات صبيحة تدخل بيتنا بجرأتها المعهودة، كان حضورها بمثابة الصدمة ليس لي ولأهلي فقط، بل لكل أقربائي سكان القرية حيث كنا على وشك إقامة حفلة زفاف نزهة لي.
ومن ناحية أخرى فكيف لفتاة أن تجرؤ على ترك أهلها واللحاق بشاب في قريته دون أن تكون بينهما أي علاقة واضحة وصريحة، لكنها دافعت عن نفسها وقالت بأننا كنا على علاقة خفية، وعندما طال غيابي -وهي تنتظرني أن أحضر أهلي- قررت اللحاق بي لأنها ظنت بأنني هربت ولن أعود وهذا يعرضها لمخاطر أشد من مخاطر اللحاق بي.
تمسكت بالهدوء حتى لا أتخذ قرارات متسرعة 0في صبيحة يوم التالي دخلت أمي إلى غرفة نومي وعاتبتني: هالمسكينة تركت أهلها ولحقتك، تقول: سأكون مثل الخاتم في إصبعه، كان يحبني لكنه هجرني ليتزوج هنا ويرميني، أنا متعلقة برائحته ولو كان في آخر الدنيا. لا تكن قاسياً عليها حتى لا يقسو عليك الله.. أنا متعاطفة معها وأحببتها وأريدها زوجة لك , انس نزهة وأنا سأتصرف بمعرفتي في حسم هذه المسألة 0 وخرجت أمي دون أن تنتظر ماذا أقول. بخروجها دخلت فرحة التي كانت على ما بدا لي واقفة أمام الباب، وهذه المرة باشرتها بالقول: الزواج أقدس من أن يكون بهذه الطريقة الساذجة.. أنت تعرفين بأنني لا أرغب فيك وهربت حتى من رائحتك.. اللاتفاهم يفصل بين شخصين متزوجين، فكيف تريديه يجمع بين شخصين بعيدين عن بعضهماكل هذا البعد ولا تربطهما أي علاقة، أنت تعرفين هذا من ناحيتي أما أن تكوني أنانية وتفرضين علي رغبتك، فهذا عنف بحقي ولا أرضخ له.. أنت تعرفين بأنني لا أريدك، حتى لو بقيت وحيدة من النساء في العالم فإنني سأهرب منك، افهمي بأنني لن أرضخ للواقع نتيجة طيشك وجنونك، أعتبرك الآن في زيارة ويمكنك أن تعودي بعد نصف دقيقة.
انفجر منها صراخ مكتوم: سنتزوج بالرغم عنك ، هذه المرة لأنني أكرهك . خرجت العبارة بشرارية حادة وهي تحدق فيّ بعينين نسريتين مرعبتين 0أخذ جسدها يرتعد بقوة وعصبية ,طفرت دموع من عينيها، أظن أن نصف وزنها سقط عنها في تلك اللحظات، وأعترف بأنني شعرت بخوف كبير سيطر علي. تركت الغرفة فقط هارباً من شرارات نظراتها تلاحقني عباراتها النارية كالرصاص:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nano scientist
المديرهـ العآآآآمهـ
المديرهـ العآآآآمهـ
nano scientist


عندما تكره المرأه Collec10
عندما تكره المرأه Readin10
الاوسمة وسام الادارة
انثى
المشاركات : 1409
همسة بنات
العمل/الترفيه : مديرة المنتدى
المزاج : احب المنتدى
اعلام الدول : عندما تكره المرأه 3dflag10
المزاج : عندما تكره المرأه 70
MЧ Ŝмš●: : عندما تكره المرأه 2q9ra68ajmzn
تاريخ التسجيل : 05/08/2008
نقاط : 2923

عندما تكره المرأه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عندما تكره المرأه   عندما تكره المرأه I_icon_minitimeالجمعة يونيو 26, 2009 3:40 pm

ينقل للقسم المناسب (القصص والروايات)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamstbanat.ahlamontada.net
 
عندما تكره المرأه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همسة بنات :: Oº°‘¨ الصفحة الرئيسية ¨‘°ºO :: Oº°‘¨ منتديات ثقافية ¨‘°ºO :: •°o.O القصص والروايات O.o°•-
انتقل الى: