كيفَ كانتِ الأولى؟!
وجاءت الذكرى الأولىْ
يسوقها راعيُ الأيامِ
يهشُ عليها بعصاً
وله في العصا
مأربُ أخرى ...
إنها الذكرى
أقبلتْ تـتبخترُ
كعروسٍ
في أيامها الأولى
مزدانةً ورديةً تسعىْ
فاتـنةً أطلتْ
بسحرِها
على الحبـيـبـينِ
ذكراهم الأولىْ
........
إنها الشمعةُ الأولى
شامخةً عصيةْ
ضاقَ على النارِ إيقادها
وأوقدتها مني عَبرة
فأنشدتُ في حضرتها
"أنشودة الأملِ"
وأغمضتُ عيني
على الذكرى
فتوارتْ
على شعلتها
من تحتِ الأهدابِ
قطرةْ
كثيفةٌ
محمرةْ
فماتت شعلةُ العبرةِ
بدمعةْ
إنها غصةُ الذكرى
ذكرى الشمعةِ الأولى
........
كانتِ الأولى
ذكراي والشمعةْ
وسيدةً لهما
في لفافةِ وردةْ
كانتِ البداية
وكانَ معها
كلُ شيءٍ
يشدُ العزمَ
على البقاءِ
حتى كانتِ النهايةْ
حيث مضى كلُ شيءٍ
يشدُ العزمَ
على الرحيلِ
اندثاراً
لتبقى الذكرى
صامدةً
تلازمُ التقويمَ
تذكرني كيفَ كانتِ
الأولى
ذكراي والشمعة
حروف الصدى