سماء ثانية لـذاكرة حرة
ما بين درب وسادتي والباب
ست قد حفرن لها بذاكرتي رثاء المعجزات
ست أحاول يائسا سبر الروى
ست عجاف
والسنبلات الخضر يسحقها اليباس
وأنا المدد نخلة كفرت بها أرض الغرين
فهاهنا تحتل جدراني التفاصيل الصغيرة
بينها يتساقط الترتيب
ذرات أعمدة الغبار على منافذ غرفتي عند الصباح
وهاهنا تلتف بي ساقان
نحو الخوف ولا خوف
نحو الشك ولا شك
وطناً هنا تحت والسادة
بينه ورسائلي وجها على خذية تختنق الخريطة دمعتين
وطني الذي قسمت يداه عجينتي
هل فرق الأجزاء بين المطارات البعيدة
راضياً وأرتد يرفضني بأن أسعى إليه
وطني الذي مسحت يداه الحبر عن سطري
وخبأ بينها القمصان في الجب السحيق
وأطفأت الصفحات
حين توضأت كفاه أسئلة البشير
وطني العزيز
مازلت الصلوات
تتلى عند محرابي بزاوية الجدار
مازلت أزرع عند تسبيحي حروفك
بين بسم الله والركن الأخير
وهناك حيث الجانب الشرقي
أرعى غيمة أنشأتها من كل بارقة لذكرياتي إليك
أستمطر التفريج منها كلما ضجت من الأوذاح أسألت الرقيب
وجور إسالتي علي
ما بين محرابي وبين الباب
سور مدينة هدمته آلاف الفصول
أوراقها سقطت من الصدر الذي عصفت به ريح الهموم
تتجدد الصفحات فيها حين أبحر فوق حمق الأسئلة
ويقلب الصفحات ما أعطيت من غبن الجواب
تتخبط الأحزان ما بين الجدار وأول التبرير
في دمي الكذوب
أستعطف الصلوات
تتلوني على الغفران آيات الذنوب
سجادتي سأمت عواء الذئب في صدري
إذا احتدم الظلام
أنا لست قديساً
لأحمل كل هذا الطور يا وطن الذبيح